كيف تصنع ايديولوجيتك

ايديولجيتك = مبدأك = افكارك = شخصيتك = مستقبلك

ابحث عن المعنى الغائب هنـــــــــا

السبت، 14 مايو 2011

خريطة الحياة السياسية بعد 25 يناير


كتب : م.أحمد كمال - رحايا الوطن

تطورت الأحداث السياسية بسرعة كبيرة في مصر خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد سقوط نظام مبارك ، ووجدنا الخريطة السياسية تتغير بشكل مستمر ، مما جعل متابعة هذه التغيرات صعب للغاية ، خاصة أننا اعتدنا ألا ينشأ حزب أو تتغير قيادة إلا فيما ندر ، فإذا بماسورة الأحزاب تنفجر وتغرقنا ، وإذا بغيث مرشحي الرئاسة ينهال علينا بعدما اعتدنا الجفاف السياسي لمدة ثلاثين سنة .

نحن اليوم مطالبون بالتعامل مع هذه التطورات بأسلوب تفكير منظم يستبعد القوى المناهضة للثورة أو التي لن يكون لها تأثير حقيقي ، إما لأنها مكررة لا تقدم شيئا جديدا ، أو لأنها لا تحمل فكرا أو مشروعا حقيقيا .

وعندما أتحدث عن القوى السياسية أقصد: مرشحو الرئاسة ، والأحزاب ، والائتلافات والحركات الأخرى .

وبعد بحث مضني ، لم أجد أي مرجع يلخص الحالة السياسية في مصر ، والأهم أن يتابع التطورات ويعكسها ، ولذلك فكرت في جمع خريطة مبسطة ، وفقا لفهمي الشخصي ، ومحدودة بمصادر معلوماتي ، ومع ذلك أرغب في أن أستكملها وأقدمها في أفضل صورة للفائدة العامة ، ولكن ذلك لن يتحقق إلا بمساعدتك لي ، فهل أنت مستعد؟

أبدأ أولا بالأحزاب في هذه المقالة ، وأؤجل مرشحي الرئاسة لمرة قادمة ، وذلك لثلاث أسباب:
1- لأن الانتخابات التشريعية ستسبق انتخابات الرئاسة
2- لأن الأعضاء المنتخبون سيشكلون لجنة كتابة الدستور الجديد
3- لأننا نحتاج أن نبني مؤسسات قادرة على الحكم أكثر من حاجتنا لقادة ملهمين


خريطة الأحزاب السياسية بعد 25 يناير - الإصدار الأول

أحزاب ما قبل 25 يناير
عددهم 24 حزب ، ولكني اخترت منهم خمسة أحزاب فقط يعبرون عن التيارات السياسية الرئيسية في مصر ، وهم:الوفد (ليبرالي) ، التجمع (يساري) ، الناصري (قومي) ، الغد (ليبرالي) ، العمل (إسلامي) ، أما الباقون فلا تأثير لهم ، ولا داعي في رأيي لذكرهم حتى ، ومع ذلك يمكنك مراجعة هذا الموضوع للحصول على قائمة كاملة بهم .


أحزاب ما بعد 25 يناير
أولهم حزبي الوسط (إسلامي) ، والكرامة (قومي) ، لأنهما كانا تحت التأسيس قبل الثورة ، ورغم ذلك كان لهما دورا في الحياة السياسية أكبر من أدوار معظم الأحزاب الرسمية .

أما الأحزاب التي تأسست بعد الثورة فهي صعبة الحصر لكثرتها ، ولتشابهها في كثير من الأحيان ، ولذلك سأذكر منها التالي فقط: من أقصى اليمين: الحرية والعدالة (حزب الإخوان المسلمين) ، ومن أقصى اليسار: الشيوعي المصري ، ومن الوسط العدل ، المصريون الأحرار ، صناع النهضة ، والمصري الديمقراطي الاجتماعي .

ومن المتوقع أن يستمر ازدياد الأحزاب الجديدة في خلال الشهور القليلة القادمة .

معايير الاختيار
تتمثل المشكلة الأساسية في اختيار الحزب الذي يمثلك في معايير الاختيار ، بمعني العوامل التي تجعلك تميل لبعض الأحزاب و تستبعد البعض الآخر ، واقترح قراءة مقال سنة أولى سياسة قبل المتابعة .

يمكن اقتراح معايير الاختيار التالية:
1- الرؤية الأيديولوجية:
فإذا كنت تبحث عن القوميين مثلا ، فعليك بحزبي الكرامة والناصري ، وإذا كنت تبحث عن المرجعية الإسلامية ، فقارن بين الوسط وبين الحرية والعدالة وبين العمل ، وهكذا .

والخريطة التالية توضح مكان كل من الأحزاب المذكورة على وجه التقريب من التيارات السياسية المختلفة ، حيث تمثل كل كرة حزبا من الأحزاب ، مع ملاحظة أن حجم الكرة يتناسب مع حجم القاعدة الجماهيرية للحزب وفقا لنتائج انتخابات الدورات السابقة ، ولذلك تتميز كل الأحزاب الوليدة بحجم صغير ، ما عدا حزب الحرية والعدالة باعتباره امتدادا للنشاط السياسي لجماعة الإخوان المسلمين .

ملاحظة: تظهر التيارات السياسية في الخلفية في مواقع تقريبية وفقا لقربها النسبي من اليمين واليسار والليبرالية ، حيث تجد القوى المحافظة والدينية في اليمين (اقتصاد حر ، والتزام اجتماعي بالتقاليد والدين) ، والقوى الاشتراكية والقومية في اليسار (سيطرة اقتصاد الدولة ، وتحرر اجتماعي وديني) ، والقوى الليبرالية بالأعلى (التحرر الاقتصادي والاجتماعي) .



خريطة الأحزاب السياسية بعد 25 يناير - الإصدار الأول


2- سمعة الحزب أو مشاهير الأعضاء:
فأحزاب ما قبل الثورة كانت لها مواقف سياسية يجب أن تحكم عليها من خلالها ، أما الأحزاب الجديدة فستكتسب سمعتها في البداية من سمعة مشاهير مؤسسيها ، ويمكنك قياس السمعة من خلال:
- وجود شبهات صفقات مع النظام القديم ، أو شبهات فساد
- التعرض لقمع من النظام السابق بالسجن أو التشويه أو مصادرة الأموال
- المواقف الوطنية السابقة من الأحداث السياسية والاجتماعية

والجدول التالي يعرض أشهر المؤسسين أو القياديين لكل حزب من الأحزاب المذكورة (مرتبين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار) .



3- برنامج الحزب:
مبادئه وأهدافه وتفاصيله وتكامله ، وقد تتشابه بعض البرامج خاصة بين الأحزاب الممثلة لتيار سياسي واحد ، والقائمة التالية بها عناوين جروبات الفيس بوك للحصول على البرامج ، ولمتابعة النشاط السياسي والتثقيفي لكل حزب (مرتبين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار) .


الحرية والعدالة
الوسط
العمل
الوفد
الغد
صناع النهضة
المصريين الأحرار
المصري الديمقراطى الإجتماعى
العدل
الناصري
الكرامة
التجمع
الشيوعي


4- موقف الحزب من الثورة:
فبعض الأحزاب تمثل جزءا من الثورة ، والبعض الآخر كانت جزءا من ديكور ومؤامرات النظام القديم ، ولاحظ أن كل الأحزاب اليوم تروج بضاعتها السياسية باسم الثورة بغض النظر عن فكرها السياسي وموقفها الأولي من الثورة .


فرص الأحزاب
يلاحظ من العرض السابق أن كثير الأحزاب يتشابه حتى بعد تطبيق معايير الاختيار السابقة ، ولذلك ستقل فرصة كل حزب يحاول العمل السياسي بمفرده ، وربما يقود هذا بعض الأحزاب للاندماج أو على الأقل للتكتل و العمل من خلال ائتلافات ، وفي أفضل الأحوال سنرى ائتلافا لقوى الثورة ضد فلول النظام السابق ومعارضته الكرتونية ، وقد نرى ائتلافا علمانيا ضد آخر إسلاميا ، وقد نرى ائتلافات متعددة قائمة على مصالح انتخابية مؤقتة ، وفي أسوأ الأحوال قد نرى تشرذما حزبيا يعقد الخريطة السياسية ويصعب التوافق حول إدارة مؤسسات الدولة .


يلاحظ أيضا أن بعض الأحزاب سترث البعض الآخر ، فعلى سبيل المثال من المتوقع أن يرث حزب الكرامة كل شعبية الحزب الناصري ، وكذلك قد يبرز أحد الأحزاب اليسارية الجديدة ليرث حزب التجمع المتهالك ، ومن الممكن أيضا أن يفقد الوفد أو الغد أو كلاهما شعبيته لأحد الأحزاب الليبرالية الجديدة أو لتكتل منهم .



وفي كل الأحوال سينجح البعض نجاحا عظيما بعدما كان مهمشا قبل الثورة ، وفي كل الأحوال أيضا سيصاب البعض الآخر بخيبة أمل عظيمة عندما يخسر فرصة أن يكون جزءا من تكتل ناجح .


ثم لا يجب أن ننسى أن فلول الحزب الوطني ستلجأ إلى التحول إلى أحزاب جديدة تتمسح في الثورة ، أو إلى أحزاب معارضة ضعيفة من النظام القديم ، وسيلاحظ على هذه الأحزاب ثراء مفاجئ ودعم عصبيات وعائلات مرشحي الوطني ، وكلا الأمرين بدأ في الحدوث بالفعل .

...

وفي النهاية أرجو أن يكون هذا العرض مفيدا ، رغم أنه قد يحمل وجهات نظر شخصية ، ويفتقر لمعلومات حول المزيد من الأحزاب ، ولذلك أرجو أن نشترك جميعا بالملاحظات والاضافات حول التيارات السياسية ووضع الأحزاب ، وخاصة ممن ينتمي إلى أحد الأحزاب ، حتى أتمكن من نشر الإصدار الثاني من خريطة الأحزاب بدقة أفضل ، وبعدها أنشر خريطة مرشحي الرئاسة إن شاء الله .

الجمعة، 6 مايو 2011

الاقتصاد الاسلامى ... أقـلام وأوهـام


قبل عصر التجارة الدولية والميكنة لم يكن هناك اقتصاد ولا علم اقتصاد بالمعنى المعروف حاليا ؛ ومن هنا فعلينا أولا أن نفرق بين مفهومين متداخلين في العقل العربي وهما المال والاقتصاد ؛ فكل ما كتب فيما يسمى "بالاقتصاد الاسلامى " يتحدث تحديدا عن المال ؛ بينما الاقتصاد كمفهوم لا يمثل المال فيه الا جزءا من كل.



وكان المرحوم مالك بن نبي في كتابه "المسلم في عالم الإقتصاد" قد فرق بين المفهومين بشكل رائع

والرجل يرفض بشدة تناول مسألة الاقتصاد من باب التعاملات الربوية لأننا بهذا الشكل لا نغير شيئا جوهريا الا ان نختار الاقتصاد الرأسمالى وكل ما يحدث اننا نجعل الفائدة البنكية تاخد شكلا مختلفا

وهو يقول أن الاقتصاد أكبر من فكرة الرصيد المالي ؛ وضرب أمثلة على ذلك

فلو أفترضنا قيام حرب نووية أو كارثة طبيعية هائلة دمرت مدينة كنيويورك

وإنه قدرت تكلفة إعادة بنائها مرة أخرى على سبيل المثال 50 تريليون دولار

فلو أعتمدنا قاعدة الرصيد المالى ؛ وأفترضنا أن

الخزينة الأمريكية لا يوجد بها غير عشرين تريليون دولار

فهل معنى هذا أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تعيد بناء مدينة " نيويورك " مرة أخرى ؟

يرد مالك بن نبى ويقول أن ذلك تفكير سطحي للغاية

لأن الولايات المتحدة لديها قدرة توليد الدخل أي روح الاقتصاد



ويقول أن الفرق بين الغرب والشرق هوأن قدرة الغرب أعلي علي توليد الدخل ؛ والعمله عنده تكتسب قيمتها

من العمل المبذول فيها وليس من الرصيد المكافىء لها من الذهب

ويؤكده هذة الرؤية بأن الولايات المتحدة ألغت القاعدة الذهبية في تقييم عملتها ومع ذلك لم تنهار



ومن هنا فطبقا لقدرة الاقتصاد الأمريكي ؛ فأن الولايات المتحدة لديها القدرة على بناء عشرين مدينة مثل مدينة نيويورك ؛ أما طبقا لفكرة الرصيد المالى فهى حتما لن تستطيع .



* انجلترا وظهور علم الاقتصاد



في انجلترا تشكل أول اقتصاد بالمعنى المعاصر فالعالم القديم لم يكن فيه اقتصاد بالمعني الحديث ؛ وانما كان فيه ثروات

وكانت العملة تكتسب قيمتها من قيمة معدنها

بمعني أنك لو امتلكت دينارا رومانيا من الذهب تستطيع أن تستخدمه في بلاد فارس بنفس قيمته

حيث لم يكن هناك تحويل للعملات؟



فما هو الاقتصاد اذا ؟

الاقتصاد هو حصيلة أو دراسة تجميعية للعمليات

التي يدخل فيها عمل الإنسان من أجل إنتاج الخيرات والسلع

كما وكيفا



قديما كانت قيمة العملة ذاتية ومن هنا فالربا كان بيعني ظلم فادح لأن المرابى كان يقرض شخصا ما عن طريق العملة 100 جرام من الذهب ثم يستردهم 200 جرام

وهذة تعتبر ثروة ؛ بل ثروة كبيرة .



لماذا؟ لأن التجارة والسلع لم تكن تمر بأي نوع من أنواع التدخل الوسيط ؛ بمعني أنك مثلا لو أشتريت " زجاج" من مصر فأنت تشتريه من صانعه مباشرة ؛ الذى يعمل فى بيته ويبدع فى هذا الفن مع أولاده الذين يساعدونه ومن هنا كانت الحرف قديما وراثة في الأسر وبالتالى لا يوجد وسيط ؛ فالسلعة تنتج في مكان واحد فقط .



اما فى عملية التجارة والنقل فالوسيط واحد فقط فالذى بيشتري السلعة من في مصر هونفسه الذى يسافر بها الى اليمن أو الهند ؛ وبالتالي فكانت تكلفة السلعة تتمحور حول الخامة والمواد الداخلة في الصناعة ولم يكن يحسب لمقدار المجهود البشري بشكل واضح بمعني أن الصانع نفسه كان هو التاجر وهذا الوضع جعل العمله تتمتع بثبات كبير جدا فهى أيضا خامه ويشتري بها خامات .



الاقتصاد الحديث قام علي نظام ليس له سابق في التاريخ ؛ فقد حصل فيه تغير محورى فالسلعة أصبحت تنتقل في أكتر من مكان حتى تصبح منتج نهائي

ثم مع ظهور الميكنة والاختراع فان السلعة لم تعد محتاجة الى فنان لصناعتها ؛ فقط تحتاج عامل مدرب علي التعامل مع الألة .



هنا انفصلت السلعة عن منتجها وأصبح مالك السلعة أو منتجها هو صاحب راس المال وليس العامل " الفنان " وهنا أصبحنا أمام وضع جديد تماما ؛ فالعامل يعمل في المصنع ساعات محددة

وليس له حق فى أن يتوقف عن العمل إلا لسبب واضح ؛ والأجر يحسب بيوم العمل وفقا لعدد الساعات

ومن هنا أصبحت السلعة مرتبطة ولأول مرة بأجر العامل الإنسان ؛ أي أصبحت العملة من الناحية الاخرى تحمل مفهوما جديدا أو قيمة جديدة وهي قيمة العمل المبذول .



هنا يصبح لنا كل الحق في رفض السؤال عن طبيعة وشكل ما يسمى بالاقتصاد الاسلامى

لأن الإسلام لم يعاصر اقتصادا وبالتالي فليس فيه أي حلول للمشكل الاقتصادي .



نأتى للتغيير الثاني الأهم وهو اختفاء طبقة العبيد وحلول طبقة العمال الأحرار مكانها ؛ هنا القوانين الاجتماعية اللتي قامت علي أساس أخلاق الحر وأخلاق العبد سقطت ؛ وبالتالى فالربا كعملية تمثل مدخلا لاسترقاق من كانوا في السابق أحرار لم تعد موجودة .



وبالتالي فالإسلام ليس فقط خالي من النظام الاقتصادية بل لا يمكن أن يحتوي أيا منها ؛ لأنه لم يعرف لا مدينة العمال الأحرار ولا الاقتصاد المجمع ولا السلعة التي تعتمد علي العمل المأجور ولا العملة التى تحمل قيمة عمل مبذول .. وبالتالى لا وجود لأي نوع من الاقتصاد في الإسلام





الإشارة الثانية أن العرب حيث عاش الرسول "صلى الله عليه وسلم " وفي زمنه والي اليوم لم تربطهم أي علاقة حقيقية بما يستهلكون واقتصرت معاملاتهم فيما يخص السلع علي التجارة ؛ بمعنى أنهم كانواتجارا ولم يكونوا منتجين ؛ فهم يبيعون منتج اليمني للمصري ومنتج المصري لليمني دون أن يعطو أي عمل أو يكونوا جزءا من العملية ولذلك جاءت مشكلاتهم الاقتصادية التي عالجها الإسلام تقتصر علي مشكلات عقود التجارة فقط ولم تشمل ولم تغط أي نوع من أنواع الإنتاج



كما لم تغط جانبا هو الأهم وهو تقدير قيمة العملة بالتالي فكل التشريع الإسلامي يقتصر في منظومة الاقتصاد علي جانب العمليات التبادلية وليس علي جوانب الإنتاج مطلقا لا الزراعي ولا الصناعي لأن ايا منها لم يكن قائما في جزيرة العرب لا في الماضي ولا الأن .





* مسألة المعاملات البنكية



هنا نبدأ بنقطة هامة فعند معالجة مسألة تكوين الشركات وإنتاج السلع وحساب الأرباح والخسائر وغيره

نجد أن كل دعاة الاقتصاد الاسلامى يستخدمون أساليب التحليل الكمي الغربية في الاقتصاد ولما يأتى الحديث عن توزيع الأرباح والشراكات يبدأ الحديث عن الطرح الإسلامى لآن الإسلام بالاساس لم يغط أي جانب إنتاجي أو تأسيسي أو محاسبي نهائيا لكنه تكلم في الأنصبه والأرباح ومن هنا نبدأ الحديث .



عند الحديث عن الربا كعملية علميا لابد أن نحلل المنظومة بشكل علمى ؛ فالافكار المختصرة والاختزال لا وجود لها فى المنهج العلمى ؛ ومن هنا فاننا سنحلل علميا العملية الربوية لكي نصل إلي تعريف علمي لعملية الربا .



الربا هو عملية مالية يتم فيها إقراض مال من مصدر لديه فائض يمنح القرض من المصدر إلي ممنوح

الممنوح هو طالب القرض ؛ وبالتالي فالشرط الأول لقيام العملية هو وجود دافع الاقتراض والدافع هنا هو الحاجة الشديدة .

الركن الثاني من العملية هو وجود الشخص المحتاج للقرض وهو الممنوح و الركن الثالث هو المال الممنوح ؛ أما الركن الرابع فهو مانح المال .



ومن هنا فهذة العملية الربوية عملية لها أركان فلدينا احتياج أو حاجة ثم مال مربو ثم الشخص المربو عليه ثم المرابى .



اذا كيف تسير العملية زمنيا ؟

تبدأ بحصول المربو عليه على المال المربو من المرابي هنا تحدث العملية التي نسميها في علم تصنيف الحيوان " contribution"أو مساهمة .



وسوف نستعيرهذا اللفظ كتوصيف لهذة العملية التي تميز الربا عن غيره ...لماذا؟



لانه تحت تأثير الحاجة المؤثرة علي المربو عليه يقوم المرابي مانح المال بتحديد عائد ثابت ولا علاقة له بتفاصيل ما سيفعله المربو عليه بالمال .

الاركان المادية من الحاجة والمربو عليه والمرابي ومال المرابى يتفاعلون في الزمن بحيث يقوم المرابي بفرض عائد علي المربو عليه .



هذا عن العملية الربوية وكيفية حدوثها وفقا للاركان الاربعة فى سياق زمنى معين



فهل تنطبق هذة العملية على المعاملات البنكية ؟



فى المعاملات البنكية هناك فروق جوهرية .. لنرى كيف



في المعاملات البنكية تحدث عمليتين ؛ فأنت أمام عملية ايداع أوعميلة أقتراض من البنك

وهذا أول اختلاف .... لماذا ؟

لأن المرابي لا يأخذ أموالا ولا يضع نفسه في علاقة يكون فيها مربوا عليه

وبالتالي البنك لا ينطبق عليه تعريف المرابي لأنه يقوم بالعمليتين ؛ فهو يمنح المال ويتلقاه فى نفس الوقت ؛ فمثلا لو قمت أنت بايداع مبلغ 10000 جنيه فى البنك الاهلى هنا أنت من قمت بمنح البنك الاموال وهو لم يطلبها وبالتالى فهو ليس مربو عليه ... هذا أولا



ثانيا عندما يعطيك البنك نسبة الـ 10 % فهو الذى حدد النسبة وليس أنت وبالتالى فأنت لست مرابى فى هذة العلاقة.



وكنا اتفقنا - حتى لا ننسى- ان المرابى هو من يمنح المال المربو ويحدد نسبة الفائدة فى ظل وجود حاجة ملحة للمربو عليه

من هنا يصبح لا البنك مربو عليه ولا أنت فى وضع المرابي ؛ فكيف تكون العملية المالية التى جرت بينكم عملية ربوية؟!! من هنا نقول ان علاقة عملية الايداع غير ربوية تماما .



في الاتجاه الاخر ؛ عملية حصولك على قرض من البنك وهنا فقط يحدث التشابه جزئيا مع الوضع القديم " العملية الربوية القديمة ذات الاركان الاربع " لكن تبقى العملية ايضا غير ربوية فكيف هذا ؟



لنفترض مثلا أنك حصلت على قرض بقيمة 10000 جنيه ؛ والبنك سيطلب فائدة مثلا 14 % ؛ وليس للبنك علاقة بطريقة تصريفك للاموال من هنا يبدو- فى هذة العلاقة - البنك فى صورة المرابى وأنت تبدو فى صورة المربو عليه ؛ لكن مال العلاقة هنا ليس مال مربو فكيف هذا ؟



كنا قد أشرنا سابقا أن العملة لم تعد قيمتها ذاتيه ؛ بمعني انها مجرد صكوك ورق تعكس وضع اقتصادي أو ما نسميه اليوم بالقوة الشرائية وهى عبارة عن محصلة عوامل كثيرة مثل الصادر والوراد والإقبال علي شراء العملة الأجنبية أو المحلية بالاضافة لنسبة البطالة .

كل هذا يتجمع في مؤشر يجعل العملة متغيرة القيمة وليست ذاتية ثابته



ومن هنا فالبنك بالعكس يخسر بسببك فى هذا المبلغ ما مقدراه 1000- 1200 جنيه

وبالتالي فمبلغ الـ1400 جنيه الفائدة التى يضعها البنك بتكون على أساس إنها تغطي حدود القفز في التضخم بحيث يحافظ علي رأس ماله من التأكل وبالتالي أغلب ال14% ليست مكسب وانما تأمين ضد مخاطر التضخم السنوى ليس الا



وبالتالى ففى عملية الاقتراض لو وافقنا إن البنك يكون فى وضعية المرابي وانت فى وضعية المربو عليه ؛ فان الاموال هنا ليست أموال ربا .

بحيث إن الفائدة مجرد تغطية لمخاطر التضخم الذى يأكل من رأسمال البنك والذى أقرضك جزء منه

والجزء الذى يعود للبنك فى صورة ربح يغطي أيضا مصروفات البنك ورواتب الموظفين



أما المرابي قديما فكان يتعامل بشخصه أى ليس لديه موظفين يحمل هم مرتباتهم ومن

هنا فالعامل أو قيمة العمل البشري دخلت العلاقة وهذا لم يكن موجودا قديما



فهنا مال الفائدة في حالة اقتراضك من البنك ليس مال ربا بأى حال .



هنا يطرح أصحاب فكرة الاقتصاد الاسلامى أن يدخل البنك معك المشروع ويشترى الماكينات مثلا ثم يبيعها لك وهذا كبديل عن نسبة الفائدة ؛ وهنا لم يختلف الامر كثيرا الا فى الاجراءات فقط

هذا من ناحية ...



من ناحية أخرى لو قام البنك بهذة العملية فهنا يتحول البنك من مؤسسة للتعامل المالي إلي شركة تجارية وصناعية وربما زراعية ؛ وهذة عدة نشاطات في نشاط واحد وبالتالى لا تصبح بنوكا بالاساس وانما مؤسسات تتربح من ثلاثة أنشطة وتدفع ضريبة علي نشاط واحد فقط ؟!!!!!



ولكى تكون فى حدود عملك كبنك " مؤسسة للتعامل المالى " لا يمكن أن تدخل فى علاقة تجارية من اى نوع مع العميل المقترض والا نصبح أمام نوعا أخر من العلاقات لا نستطيع أن نطلق عليها بنوكا من الاساس ...



ومن هنا فكل ما يجرى من تعاملات تحت مسمى الاقتصاد الاسلامى لا تزيد عن أن تكون ضوابط إئتمانية فقط وليست نظاما اقتصاديا لأنها تعديل في النشاط المالي لا أكثر ولا أقل .



بقلم أ/ معمر نصار

محاضر جـامعى



اعداد/ وليد سامى واصل


اشـــرح

إشرح دوت كوم هو مبادرة إعلامية مصرية تهدف إلى تفسير الأخبار والمصطلحات والمعلومات المبهمة التي يتعرض لها القارئ المصري عبر وسائل الإعلام بطريقة مبسطة لتسهيل مهمته في فهم ما يقرأ أو يشاهد أو يستمع إليه من أنباء ولتشجيعه على التفاعل والمشاركة في حوار مجتمعي إيجابي.

لمشاهده البلوج و معرفه المزيد يرجى الضغط هنا

الأربعاء، 4 مايو 2011

مجموعه من كتب هيجل الفلسفيه


لكى نربط بين السياسه والعلوم الاخرى اخترنا ان نقرأ اليوم مجموعه مختاره من كتب هيجل الفلسفيه لتكون النواه الاولى لربط السياسه بالفلسفه
لقراءه المجموعه المختاره من كتب هيجل اضغط هنا